انفراد.. كبير مهندسي وكالة ناسا يكشف خبايا السياحة الفضائية

حوار: أميرة إبراهيم

في عالم الفضاء، يجذبنا دائمًا سحر الغموض والإثارة لاستكشاف الأبعاد الجديدة والمجهولة للكون. ومن بين الشخصيات المهمة في هذا المجال، تبرز شخصيات مثل علماء الفلك ومهندسي الصواريخ ورواد الفضاء، الذين يجسدون روح الاستكشاف والتحدي.. في هذا الحوار، سنلتقي بشخصية استثنائية، فريدة في تفكيرها وتجاربها، تحمل معها رؤية جديدة لمستقبل الاستكشاف الفضائي، حيث التقت تليسكوب المهندس محب رياض، العالم المصري وكبير مهندس وكالة ناسا، والذي يوصف بكونه واحدًا من ألمع الشخصيات المصرية في وكالة ناسا حيث يأخذنا معه في رحلة استكشافية حول السياحة الفضائية ليضفي علينا المزيد من المعرفة.  

دعني أسألك في البداية.. لو أننا نعيش عام 2050، حيث أصبح بمقدور البشر القيام برحلة سياحية فضائية.. كيف يمكن لنا التحضير لهذه الرحلة؟ وما أبرز الشركات التي تقدم خدمات السياحة الفضائية حالياً؟

لا افضل تسميتها بالسياحة الفضائية بل أنا أفضل تسميتها (فلك نوح)، وهناك شركة تسمى (ثيارة) وهي تقوم بعمل كومبلكس أو كومباوند في الفضاء حول الأرض، وفي المستقبل القريب سيكون في مقدور الشخص أن يمتلك مكوك فضاء صغير يأخذه هو وأسرته إلى رحلة للفضاء ويهبط هناك ويعيش في غرفة أو غرفتي نوم وغرفة معيشة حسب مقدرته المالية، كما أنه يوجد غرفة للزراعة وأشياء مزروعة بها تأخذ من ضوء الشمس لكي تعيش وتنمو وتثمر. والحقيقة أن أحلام البشر لا تتوقف عند حد، فقد تم التفكير في هذا النوع من السياحة الفضائية كهروب من من الأرض إذا تم ضرب قنبلة زرية مثلا، في هذه الحالة يستطيع بعض الأشخاص أن يهربوا من الإشعاع النووي قبل أن يصل إليهم، فيأخد أولاده ويهرب إلى الفضاء ويترك الأرض حتى تحل المشكلة ثم يهبط مرة أخرى.

ما هي الوجهة المتوقعة للرحلات الفضائية للسياح في المستقبل؟

أنا اشتركت في مشروع “أرتميس 1” واشتغلت في هذا المكوك الفضائي، وكان يدور حول القمر حتى يختاروا أفضل أماكن لبناء محطات فضائية هناك، وهذه المحطة ستكون أشبه بـ “ترانزيت” للرحلة للمريخ، لأنه حتى الآن لا يستطيع البشر السفر من الأرض إلى المريخ مباشرة، وقد اشتركت أيضا في شركة “ثيارا” حيث يقيمون “كومباوند” حول الأرض، بحيث سيكون متاحا للبشر شراء شقة أو وحدة سكنية في هذا الكومباوند الفضائي، ويصل سكان هذه الوحدات السكنية إليها عن طريق مكوك فضائي صغير لكل أسرة، بحيث لو حدث شيء خطير على الأرض أو انفجار نووي أو زلازل مدمرة، فإن هذا الشخص يستطيع أن يصطحب أسرته ويركب المكوك ويذهب للفضاء وينتقل إلى هذا الكومباوند وفي هذا الكومباوند أكل وشرب ومياه وهناك مصادر للطاقة أيضا. والحقيقة أن هذه المجسات التي ألقوها حول الأرض وحول القمر أرسلت إشارات عن سلامة التربة وعن درجة الحرارة وتحرك الرمال على القمر، وعلى أساس ذلك يتم اختيار أفضل مكان من هذه النقاط المحددة للرحلة الثانية ثم يبدأوا بعد ذلك في إلقاء أشياء ومعدات ومكونات لبناء محطة فضاء في القمر. ويجب أن نعلم أن وكالة ناسا لا تصنع مكوك الفضاء نهائيًا. لكنها تكتب اسمها على الصاروخ فقط أو المكوك الفضائي، وهي فقط تشتريه من شركات تصنع لها لكنها تقوم بالتجربة لأول مرة وهي من تضع الرحلة على المكوك.

ما أبرز المشاريع لبناء فنادق محطات فضائية لإستضافة أو إقامة السياح في الفضاء؟

هناك ثلاث مؤسسات أو شركات تقود هذا الصراع الاستعماري الفضائي حاليا وهي: وكالة ناسا وشركة “بلو أورجن” التي تمتلكها أمازون وصاحبها جيف بيزوس، وأخيرا شركة تسلا لصاحبها إيلون ماسك. وهذا الصراع يدور الآن حول من يأخذ أول مدار.. سأشبهها بشيء مثلاً إذا كان لديك مبنى خاليًا فستجد أن الكل يسعى ليأخد الدور الأول، حيث يضم هذا المدار كل وسائل التواصل مع الأرض أما في الطابق الأعلى فلا توجد به اتصالات أو إشارات أو خدمات قوية.

ما هي التحديات الأخلاقية والبيئية المتعلقة بالسياحة الفضائية؟

لا توجد قوانين تحكم الموضوع بين الدول العظمى. فمن يصل أولاً يقول أنا من وصلت لهذا المكان أولاً، فالصراع الفضائي محكوم بأسبقية الحجز، ومن يملك هذه المنطقة يقول للآخرين توخوا الحذر عند صعودكم لا تقتربوا من منطقتي. فيتم إعطاء المنطقة الثانية للشركة التالية وهكذا. بالطبع هناك صراع ولا يريد أحد الصعود للطابق العاشر الأعلى تكلفة وإنما جميعهم يريدون البقاء والحجز في الدور الأول ليكونوا أقرب للأرض. لذلك فكل منهم يسعى ليصعد أولاً بسرعة. لكن التحدي هنا يكمن في بقايا المخلفات الفضائية الناتجة عن حطام أكثر من مكوك فضائي أو أجهزة الأقمار الصناعية التالفة فضلاً عن الصخور وخلافه، فعدم وجود هذه المخلفات يعني أن الوضع سيكون أفضل، لأن هذه المخلفات تحجب أشعة الشمس عن الأرض، وتجعل السماء في هذا المدار غائمة، لذلك فقد عملت في مشروع مسبق عن كيفية جمع بقايا حطام هذه “المواكيك” أو الأقمار الصناعية التالفة الموجودة حول الأرض.

Scroll to Top