المؤكد أننا مقبلون على ثورة في عالم محركات البحث، وأن جوجل ليس نهاية المطاف، في المستقبل، يُتوقع أن تشهد محركات البحث تطورات كبيرة تجعلها أكثر فعالية وذكاءً. بفضل التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وسيكون بإمكان هذه المحركات فهم المعاني والسياق بشكل أفضل، مما يتيح لها تقديم نتائج بحث دقيقة ومناسبة لاحتياجات المستخدمين. على سبيل المثال، يمكن أن تسمح التقنيات الجديدة بالبحث داخل محتوى الفيديوهات بناءً على النصوص المنطوقة فيها، وكذلك ترجمة المحتوى الصوتي تلقائياً بما يسهل فهمه بغض النظر عن اللغة التي يتم التحدث بها في المقطع. كما يمكن لهذه المحركات في المستقبل فهم المعاني والسياق الذي يتحدث فيه المستخدمون، مما يجعل تجربة البحث أكثر سلاسة وفعالية. تطورات مثل هذه قد تغير تماماً مفاهيم محركات البحث التقليدية وتجعلها أدوات أكثر تطوراً وفعالية في استرجاع المعلومات وتلبية احتياجات المستخدمين.
أزمة المحركات التقليدية
في البداية، يقول حسام صالح، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن مشكلات محركات البحث التقليدية، تتمثل في أن المستخدمين يواجهون العديد من المشكلات عند استخدامهم محركات البحث التقليدية مثل جوجل، ياهو، وبنج، ونذكر منها:
١. صعوبة صياغة الاستفسارات:
من خلال الاعتماد على الكلمات المفتاحية: تعتمد محركات البحث التقليدية على مطابقة الكلمات المفتاحية في الصفحات مع الاستفسار، قد يؤدي ذلك إلى ظهور نتائج غير مرتبطة بالمعنى المقصود.
لا تفهم محركات البحث التقليدية السياق الكامل للاستفسار، قد يؤدي ذلك إلى نتائج غير دقيقة لا تُلبي احتياجات المستخدم.
قد يلجأ بعض أصحاب المواقع إلى تقنيات مُضللة لتحسين ترتيب صفحاتهم في نتائج البحث، قد يؤدي ذلك إلى ظهور صفحات غير موثوقة في المراتب الأولى.
توقعات مذهلة
ولذلك، فإن محركات البحث التقليدية ليست مثالية ولن تُقدم دائمًا نتائج دقيقة تمامًا. وأكد حسام أنه من المُتوقع أن تشهد محركات البحث في المستقبل العديد من التطورات التي ستُغيّر شكلها وطريقة عملها بشكل كبير.
وهناك بعض التوقعات حول شكل محركات البحث في المستقبل:
دور شات جي بي تي
ويُمكن تلخيص مساهمات شات جي بي تي في تغيير مفاهيم محركات البحث في النقاط التالية:
دقة النتائج
ومن جانبه، يرى الخبير التكنولوجي محمود فرج، أن هناك مشكلات تواجه المستخدمين أثناء استخدامهم لمحركات البحث التقليدية مثل جوجل منها: البحث العقيم: حيث يشعر المستخدمون بأن البحث التقليدي لا يسمح لهم بالوصول إلى النتائج المطلوبة بشكل فعال، حيث يتطلب منهم العديد من المحاولات والمجهود للعثور على المعلومات المناسبة. فضلا عن صعوبة التصفح: يواجه المستخدمون صعوبة في تصفح النتائج بحيث يتعين عليهم فتح العديد من الروابط للوصول إلى المعلومات المناسبة، مما يتطلب جهدًا إضافيًا ووقتًا.
ويوضح فرج أن استخدام محركات البحث التقليدية يمكن أن يكون متعبًا وغير فعال، مما يتطلب من المستخدمين جهدًا إضافيًا للوصول إلى المعلومات المرغوبة. كما أنها لا تقدم نتائج أكثر دقة للمستخدمين بسبب استخدامها لطرق تقليدية في عملية البحث. عند كتابة جملة معينة للبحث، وتقسم المحركات الجملة إلى كلمات وتبدأ في البحث عن كل كلمة بشكل منفصل، مما يؤدي إلى ظهور الكلمة في النتائج حتى لو كانت غير مرتبطة بالسياق الذي يبحث عنه المستخدم. هذا يجعل النتائج غير دقيقة ويزيد من احتمالية ظهور نتائج غير صحيحة أو غير مرتبطة بموضوع البحث. وبالتالي، يواجه المستخدم جهدًا كبيرًا في العثور على المعلومات المناسبة، وقد يجد نفسه محاطًا بعدد كبير جدًا من النتائج غير المرغوب فيها. هذا بالطبع يزيد من وقت البحث ويقلل من دقة النتائج المعروضة، مما يجعل تجربة البحث غير فعالة ومتعبة للمستخدمين.
ويتوقع الخبير محمود فرج أن يشهد المستقبل تطورًا معينًا في محركات البحث التقليدية، وقد شهدت هذه التطورات بعض التحسينات في الفترة الأخيرة، ومن المتوقع رؤية تطورات أكبر في المستقبل القريب بفضل دخول التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويشير إلى أن تطور التكنولوجيا يعتمد على تطور الأجهزة والهاردوير نفسه، مما يزيد من سرعة ظهور النتائج وقدرتها على تقديم نتائج أكثر دقة وتنظيمًا للمستخدمين.
ومن وجهة نظر الخبير محمود فرج، فإنه يمكن أن تختفي محركات البحث التقليدية مثل جوجل سيرش تدريجياً، حيث قد يتم استبدالها بمحركات بحث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة النتائج وسرعتها. بالفعل، بدأت بعض المحركات بتطبيق التقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير أدائها، وهذا يعكس توجهاً عاماً نحو الابتكار وتحسين تجربة المستخدم. على سبيل المثال، شهدنا تطورًا في جوجل بما في ذلك استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين نتائج البحث وتجربة المستخدم. وبناءً على هذا التطور، قد يكون لدينا محركات بحث جديدة تتفوق على الحالية في الدقة والسرعة، مما يجعل الاعتماد على المحركات التقليدية قابلًا للتقليل تدريجيًا.
وأشار الخبير التقني، د.محمود فرج، إلى كيفية تغيير شات جي بي تي (GPT) مفاهيم محركات البحث، حيث يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي. تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في شات جي بي تي تختلف عن المحركات التقليدية بما أنها لا تقتصر فقط على استخراج الكلمات من النص، بل تحاول فهم المعنى والسياق الذي تظهر فيه الكلمات. هذا يسمح لها بفهم الجملة بأكملها والبحث عن المفهوم الذي يراد الوصول إليه. على عكس المحركات التقليدية التي تبحث عن كلمات منفردة، تقوم شات جي بي تي بتحليل المعنى الكامل للجملة وتقديم النتائج وفقًا لذلك، مما يجعل البحث أكثر فعالية وسرعة.
وفي المستقبل، من الممكن أن توفر محركات البحث خدمات ومعلومات جديدة التي لا تتوافر في الوقت الحالي، بفضل تطور التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي.