نهاية عصر النفط.. مستقبل آمن ونظيف مع الطاقة المتجددة

كتبت: هنا محمد عبداللطيف

يبدو أن نهاية عصر النفط باتت وشيكة نظرا للاضطرابات الاقتصادية التي يعيشها العالم في الوقت الراهن، وسيشعر الجميع في المنطقة بألم هذا التحول قريبا، وفقاً لتقرير لـ3 باحثين بصندوق النقد الدولى، فإن العقود المقبلة، ستشهد نهاية عصر النفط ، وأرجع التقرير، الأسباب الذى يمكن القول بأنها ستؤدى لنهاية عصر النفط إلى التكنولوجيات الجديدة الأخرى، مثل انتشار السيارات الكهربائية وتوليد الطاقة الشمسية، والتى يمكن أن يكون تأثيرها أعمق على سوق النفط والطلب عليه فى الأجل الطويل.

في البداية يشكل استهلاك السيارات من الوقود حوالي 45% من استهلاك النفط فى العالم، حيث أشار التقرير إلى أن الفحم منذ مئة عام كان يشكل ما يقرب من 80% من حصة استهلاك الطاقة فى الولايات المتحدة، ولكن فقد هيمنته فى سوق الطاقة فى الولايات المتحدة خلال 20 عاما فقط، وأن النفط قد يسجل تراجعا بنفس السرعة.

 

وتنبأ صندوق النقد الدولى، بأنه بحلول 2040، بأن السيارات الكهربائية قد تشكل 90% من إجمالى معروض السيارات فى الاقتصادات المتقدمة وأكثر من نصفه فى اقتصادات الأسواق الصاعدة، وتتنبأ دراسات أخرى بحدوث إحلال موسع للسيارات التقليدية، وإن كان بوتيرة أبطأ، أما حصة النفط فى سوق توليد الكهرباء والتدفئة، بحسب التقرير المنشور على موقع مدونة صندوق النقد الدولى، لا تصل بالفعل إلى 20% على مستوى العالم، ومع انخفاض أسعار الطاقة المتجددة التى سجلت انخفاضا لتكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بنسبة قدرها 80% عن عام 2008 ومن طاقة الرياح بنسبة بلغت 60%، فإن هذه الحصة يمكن أن تتراجع أيضا.

 

وتشير توقعات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح غير المدعمة، المتوفرة بالفعل بأسعار تنافسية فى 30 بلدا، سوف تصبح أرخص من الفحم والغاز الطبيعى فى أكثر من 60% من العالم فى السنوات القليلة القادمة، وحتى بدون حدوث إنجازات تكنولوجية أخرى، فإن تغلغل الطاقة المتجددة سيكون أوسع انتشارا مع استكمال استثمارات الطاقة الإنتاجية الجارى تنفيذها فى الوقت الحالى.

  

وكان الفحم منذ مئة عام يشكل ما يقرب من 80% من حصة استهلاك الطاقة فى الولايات المتحدة، وفى غضون 20 عاما انخفضت هذه الحصة إلى النصف، وانخفضت مرة أخرى خلال 40 عاما إلى الخُمس فقط مع إحلال النفط محل الفحم كمصدر الطاقة الرئيسى فى العالم، وقد حدث ذلك على الرغم من أن الفحم كان أرخص من النفط، وذلك لعدم وجود بديل فعلى لتوفير الطاقة للسيارات التى سرعان ما تحولت من كونها وسيلة انتقال شخصى فاخرة وغير مألوفة إلى الوسيلة المفضلة للانتقال، واليوم، يشكل استهلاك السيارات من الوقود حوالى 45% من استهلاك النفط فى العالم.    

 

ومع صعود نجم السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المتجددة، فإن العالم قد يشهد قريبا ثورة فى عالم النقل وتكنولوجيا الطاقة يمكنها أن تحدث تحولا فى سوق النفط كذلك التحول الذى لحق بسوق الفحم منذ قرن. وعلى غرار الفحم، فإن النفط قد ينال حصته من الهبوط الحاد فى الطلب على الطاقة خلال العقود المقبلة.

 

وبناء على التجربة التى مرت بنا من إحلال السيارات محل الخيول فى أوائل القرن العشرين، فإن ورقة العمل التى صدرت مؤخرا عن الصندوق تتنبأ بأن السيارات الكهربائية قد تشكل 90% من إجمالى معروض السيارات فى الاقتصادات المتقدمة وأكثر من نصفه فى اقتصادات الأسواق الصاعدة بحلول عام 2040. وتتنبأ دراسات أخرى بحدوث إحلال موسع للسيارات التقليدية، وإن كان بوتيرة أبطأ.فإن حصة النفط فى سوق توليد الكهرباء والتدفئة لا تصل بالفعل إلى 20% على مستوى العالم، ويمكن أن تتقلص أكثر بصعود نجم تكنولوجيا جديدة أخرى، وهى الطاقة المتجددة.

 

وقد شهدت الطاقة المتجددة كذلك تطورات ثورية فى العقد الماضى، حيث انخفضت تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية منذ عام 2008 بنسبة قدرها 80% ومن طاقة الرياح بنسبة بلغت 60%.

  

وسواء تحقق الانتشار للطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية بالسرعة التى تشير إليها التنبؤات، فإنها ستؤدى إلى مزاحمة الطلب على النفط بدرجة كبيرة على مدار العشرين سنة القادمة، وإذا ما تكثفت الشواغل المتعلقة بتغير المناخ فإن التحول الذى سيلحق بسوق النفط العالمية يمكن أن يكون أسرع. وربما أكثر من ذلك إذا ما تحقق النجاح للتكنولوجيات الجديدة الأخرى، مثل خلايا الوقود، أى توليد الطاقة باستخدام الهيدروجين، وتقاسم ركوب السيارات، وسيارات القيادة الذاتية. وبالتالى حتى إذا لم يكن بوسعنا التنبؤ بما ستؤول إليه أسعار النفط فى الأسبوع القادم أو الشهر القادم، فإن النفط بحلول عام 2040 سيكون أرخص كثيرا بالمقارنة بسعره اليوم، وعندئذ فإن القيمة المعادلة لسعر قدره 50 دولارا للبرميل ستبدو مرتفعة للغاية.

Scroll to Top