مدارس المستقبل.. الروبوتات تقوم بالتدريس وأدمغة التلاميذ مرتبطة بالشبكة

كتبت: أميرة إبراهيم

بحلول عام 2050، لن يحتاج الطلاب إلى معلم بشري حيث سيتلقى كل طالب دروسًا مصممة خصيصًا لتتناسب مع حمضه النووي سيتم ذلك عن طريق تنزيل المعرفة مباشرة إلى أدمغة الطلاب من معلمين متخصصين ومصصمين بالذكاء الاصطناعي، هذا ما يتوقعه علماء المستقبل.

تقول تريسي فولز، عالمة المستقبل بشركة جوجل، إن الواقع الافتراضي سيكون الوسيلة الرئيسية لتعلم العديد من المواد الدراسية في المستقبل، وسيكون الموضوع الأكثر أهمية الذي سيتعلمه الطلاب هو الذكاء الاصطناعي والذي سيُحدث ثورة في كافة المجالات، وسيعتمد التعليم لدى الطلاب على أسلوب “التعليم الذاتي”، وذلك بمساعدة “مدرسين” متخصصين في الذكاء الاصطناعي ليجعلوا الفصول الدراسية شيئًا من الماضي.

وأشارت فولز إلى أن مهارة كيفية العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي ستكون هي المهارة الأولى التي سيتم تدريسها للطلاب في المستقبل، لدرجة أن الكائن البشري سيتحول إلى نوع من “الروبوتات المساعدة” للروبوتات الذكية التي ستتولى هي القيام بكافة الأمور، بينما يكون الإنسان فقط بتقديم التوجيه والمساعدة لها!

وقالت: “أعتقد أن أكبر مهارة ستكون العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي، وكيفية التفاعل معه، وكيفية الحصول على ما تريد من الذكاء الاصطناعي وكيفية استيعابه، وما هي التوصيات التي قد يقدمها لك الذكاء الاصطناعي”.

وتابعت: “سيكون العمل التعاوني مع الآلات هو المهارة الأولى، إنه أمر يتم الاستهانة به للغاية في الوقت الحالي لأن الناس يعتقدون أنهم يعرفون كيفية القيام بذلك، لكنهم في الواقع لا يعرفون ذلك. وبحلول عام 2050، يمكن للطلاب أن يتعلموا ببساطة من خلال “توصيلهم” بجهاز كمبيوتر”.

وأضافت فولز: “أن العمل الذي يجري فيما يتعلق بواجهة الكمبيوتر الدماغية في الوقت الحالي هو أكثر تقدمًا بكثير مما يدركه الجمهور، في الصين لديهم بالفعل تكنولوجيا عصبية تقرأ بيانات الموجات الدماغية، المضمنة في قبعات عمال المناجم، وعمال البناء، وسائقي القطارات، وما إلى ذلك، ولقد تحدثت إلى مؤسسي الكثير من الشركات التي تبتكر هذه التكنولوجيا، وهم يعتقدون أنها سيتم دمجها في كل شيء بدءًا من سماعات الرأس وحتى خوذات ركوب الدراجات، وحتى بعض الأنظمة التي قد نستخدمها، وفي القريب سيتم استخدامها في الفصل الدراسي”.

وأكدت فولز في استشرافها للمستقبل، أنه سيتم تخصيص الدروس لتناسب الحمض النووي للتلاميذ، فبحلول عام 2050، قد يتمكن الآباء من إجراء اختبار الحمض النووي لأطفالهم لمعرفة ما إذا كانوا أفضل في بعض المواد الدراسية – والحصول على خطة دروس مخصصة بناءً على ذلك. ومن المتوقع أن تقوم بإجبار الأطفال على دراسة المقررات التي ولدوا ليكونوا جيدين فيها، ذلك أنه بحلول عام 2050، سيكون فهمنا لعلم الوراثة على النحو الذي قد يتمكن التلاميذ من الحصول على دروس مخصصة لحمضهم النووي. وحاليًا يُستخدم الواقع الافتراضي بالفعل لتدريب الممرضات والمسعفين الطبيين”.

 

 

وحول شكل وتصميم المدرسة في المستقبل، تقول فولز: “مدرسة المستقبل قد لا تحتوي على فصول دراسية فعلية، وفي غضون عشر أو 20 عامًا، سنستخدم الذكاء الاصطناعي لمعرفة اهتمامات وقدرات الأطفال أو الموضوعات التي سيكونون أفضل فيها في المستقبل وبالتالي يتم التركيز على نوعية معينة من المقررات الملائمة.

وهكذا لن يحتاج التلميذ أو الطالب إلى أن يتواجد في الفصول الدراسية الفعلية؟ حيث تعمل هذه التقنيات الرقمية على تحقيق اللامركزية في كل شيء – لذلك سيُنظر إلى التعليم في المستقبل على أنه نشاط متصل بالشبكة أكثر من كونه مكانًا فعليًا.

Scroll to Top