حقيقة توليد أمطار مسممة وزلازل مدمرة.. مستقبل الشر البشري إلى أين؟

تحقيق: بسملة أيمن العبد

يعتبر فهم الشر البشري ومدى تأثيره على مجتمعاتنا وبيئتنا من أهم القضايا التي تشغل بال العديد من الباحثين، فقد نجح البشر في ابتكار صنوف من أدوات ووسائل الشر المدمرة في العصر الحديث، حيث أصبح يدور في أوساط العلم ما يعرف بالزلازل المصنعة والأمطار الاصطناعية السامة، والكوارث المفتعلة، فهل ما نراه في أفلام السينما وما نقرأه أحيانا بالصحف أو المواقع حقائق واقعية لما وصل إليه عقل الإنسان ونواياه الشريرة في التدمير؟ وكيف سيكون هذا النوع من الشر في المستقبل؟.. للإجابة على هذه التساؤلات قررنا أن نذهب للخبراء، فكان هذا التحقيق.

تشير التقارير المنشورة إلى وجود شكوك علمية حول نوعية الزلازل الأخيرة التي ضربت بعض الدول وخاصة تركيا والمغرب، حيث تؤكد بعض الآراء أنها لم تكن حوادث طبيعية أو تمت بالصدفة، حيث إن تداعياتها تتخطى حدود الأمان الطبيعي، كما تختلف شراستها عن المعتاد، وهو ما جعل البعض ينظرون لهذه الكوارث بمنطق المؤامرة.

وتتمثل فكرة الزلازل المصنعة في استخدام تقنيات معينة لإطلاق الزلازل بشكل متحكم ومدروس، وذلك بهدف دراسة سلوك الأرض وتحليل نمط الزلازل وتأثيراتها، ويتم ذلك عادةً عن طريق إدخال طاقة إضافية إلى القشرة الأرضية سواء عبر التدخل البشري مباشرة أو باستخدام أجهزة تقنية متطورة، ولكن الكارثة في استخدام هذا السلاح المدمر ضد البشر.

بينما يعتمد الاستمطار الصناعي المسمم على إطلاق مواد كيميائية سامة في الغلاف الجوي بهدف تحفيز هطول الأمطار، ومع أن هذه التقنية قد تبدو واعدة في الوهلة الأولى لتحسين الإمكانيات المائية وهو ما تقوم به بعض الدول بالفعل مثل الإمارات والصين، إلا أنها تثير قلقًا جديًا بسبب تأثيراتها السلبية المحتملة على البيئة والصحة العامة إذا تم استخدامها كسلام بيولوجي.

نظرية المؤامرة

ويؤمن أتباع “نظرية المؤامرة” بأن كل ما يحدث في هذا الكون مخطط له مسبقا ولا تبدو الكوارث الطبيعية كالزلازل مثلا بمعزل عن هذه المعتقدات إذ تتجه أصابع الاتهام لدول ومنظمات باعتبارها مسؤولة عنها لتحقيق غايات سياسية أو اقتصادية أو ديموغرافية،، والرأي الآخر يؤكده خبراء وعلماء بـأنه مستحيل إحداث الزلازل اصطناعيا والتحكم بها وتوجيهها لتحقيق أغراض معينة.

في هذا الإطار، يقول الدكتور جاد القاضي، رئيس المركز القومي للدراسات الفلكية السابق، إن هناك زلازل مولدة بالفعل لكن قوتها لا يمكن أن تصل لتدمير مناطق واسعة، وهذا طبعا مختلف عن التفجيرات النووية  التى تولد زلازل، لكن المستقبل قد يشهد تطورا أو تحولا في مثل هذا النوع من الأسلحة، وبخلاف الأسلحة النووية لا يوجد حاليا أي سلاح رادع، وهناك تجارب لأنواع جديدة من الأسلحة مثل الكهرومغناطيسية لكن لم تثبت خطورتها حتى الآن.

ويضيف القاضي أن هناك استمطار (توليد أمطار صناعية) وعدد من الدول العربية لديها تلك التقنيات مثل الإمارات والسعودية، ومن السهولة جعل تلك الأمطار مسممة، إذا تم استخدام مواد سامة فى عملية توليد تلك الأمطار

د. طه رابح

زلازل وكوارث مفتعلة

ومن جانبه، يؤكد الدكتور طه رابح، رئيس المركز القومي للدراسات الفلكية، أن البشر يستطيعون فعلا تصنيع زلازل ولكن ليس بالمعنى التقليدي للزلازل، وإنما هو عبارة عن تنشيط لمكان محدد أو تفجير يقوم بالتأثير في طبقة الأرض ويتسبب في حدوث خلخلة، ويمكن أن يتسبب تنشيط المنطقة في التأثير على منطقة أخرى، والحقيقة أن هناك ظواهر طبيعية خطيرة يمكن أن يتدخل فيها البشر ويستخدموها كسلاح أو مصدر للشر، وهناك ظواهر طبيعية مثل التسونامي والزلازل والجاذبية يتم استغلالها حيث توجد مشاريع بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لمعرفة سر الجاذبية لحماية دولهم وأيضا استغلال السلاح الكهرومغناطيسي، مع محاولة تطويع هذه الظواهر بشكل لأغراض أخرى، ويقال إن السلاح الكهرومغناطيسي يولد موجات، وإذا أُطلق في البحر فسوف يتسبب في حدوث تسونامي، وإذا أُطلق في مكان به منشآت فسوف يدمرها تماما، ولكن هذه أسرار والدول لم تصرح بها ومن الصعب الوصول إلى حقيقة بشأنها لكنها بلا شك سلاح لا يقل خطورة عن السلاح النووي. ومن جانب آخر، فإنه من الناحية العلمية لا يوجد مانع لتسميم الأمطار، وأيضا تسميم المياه والآبار والرياح.

قمامة الفضاء

وأضاف رابح أن الظواهر الطبيعية هى ميزان طبيعى لوصول الأرض لحالة الاستقرار، ويجب علينا عند بناء خطط مستقبلية دراسة المناطق والتكيف مع الظواهر وتلافي أضرارها، حيث إن كل الظواهر الموجودة تعود لقديم الزمن، كما أن الظواهر الطبيعية تتغير نتيجة التلوث والنشاط البشري غير السليم، ولكن الأخطر الآن هو المخاطر الصناعية، حي توجد غابة من الأقمار الصناعية تدور حول الأرض، ويوجد ما يسمى ببقايا أو حطام المركبات مثل الصاروخ الصينى الذى وقع في المحيط الهندي، والأقمار الصناعية يمكن أن تصطدم مع بعضها، وهذا ما يسمى “قمامة الفضاء” وهي الهم الأكبر للعالم الآنر، ولهذا توجد مناظير في كافة أنحاء العالم تتابع هذه الأحداث وتحاول ألا تكون خطرا على الأرض، ومحاولة التخلص من هذه النفايات الفضائية قبل أن تصل للأرض أو إرسال صواريخ لتدمير المذنبات أو الصخور قبل وصولها للأرض، ويوجد لدينا بالمعهد منظاران لمتابعة أي شيء يقترب من مصر والتعامل معه.

وذكر رابح أنه يتم أحيانا تشويه بعض الحقائق العلمية حول الظواهر الطبيعية مثل العواصف الشمسية، فمن المعروف أن العواصف الشمسية تحدث بصورة طبيعية، ولكن يتردد بشأنها أقاويل كثيرة، ليس لها أي أساس من الصحة، وهذه الأقاويل الغرض منها التمويل، ولكن العواصف الشمسية تحدث بشكل طبيعى،  كما أنه لا توجد كثرة للزلازل في هذا العصر كما يُشاع، ولكن هناك مواسم وفترات معينة مثلما يحدث كل فترة تسونامي أو سيول، فالظواهر الطبيعية يمكن أن تزيد ويمكن أن تقل في أوقات مختلفة، ومن الممكن التغلب على المخاطر الطبيعية والصناعية بالعلم والدراسة، كما أنه من المتوقع أن يتمكن البشر بحلول 2050 من إتاحة كافة الاحتياطات للوقاية من المخاطر الطبيعية والصناعية والتكنولوجية .

أما الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، فقد نفى هذه الحقائق بشدة، وقال لنا “الأسئلة تبدو غير منطقية.. لا يمكن استخدام ظواهر طبيعية في الشر وهذا عكس الطبيعة”.  

Scroll to Top