حروب المستقبل أكثر شراسة.. الفضاء مجال جديد للصراع بين البشر

كتبت: بسملة أحمد

حروب المستقبل ستكون أكثر تدميرا وذكاء في نفس الوقت، كما أنها ستكون أيضا أكثر اختلافا عن حروب العصر الحالي، وفقا للخبراء فإن الحروب تنطوي عمومًا على تفاعل معقد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلى تصاعد التوترات والصراعات. من المتوقع أن تظل الحروب جزءًا من الواقع الدولي في المستقبل، حيث تتضمن أسبابها الرئيسية الصراعات على الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمياه، والتوترات الدينية والطائفية.. في التحقيق التالي سنرصد لكم واقع الحروب في المستقبل، وما هي الأسلحة المدمرة التي سيعتمد عليها البشر في حروبهم المستقبلية؟ وهل يمكن أن تنتقل حروب البشر للفضاء والكواكب؟ .. تعالوا نرى.

حروب معلوماتية

الحروب في المستقبل ستتجه نحو حروب معلوماتية واقتصادية بدلاً من التصادم المباشر بالقوة العسكرية التقليدية. وستشهد الحروب المستقبلية استخدامًا متزايدًا للسلاح النووي، خاصة إذا شعرت إحدى الأطراف بأنها على وشك الهزيمة. هذا ما يدفع البعض إلى استخدام الأسلحة النووية للضغط على الخصم. بالإضافة إلى ذلك، ستشهد الحروب المستقبلية تصاعدًا في الصراعات على الموارد الحيوية مثل المياه، مما قد يؤدي إلى نزاعات عنيفة بين الدول.

وتشير التوقعات إلى أن الحروب المستقبلية ستشمل أيضًا حروبًا معلوماتية، حيث سيتم استخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتأثير الرأي العام وزرع الانقسامات داخل الدول المستهدفة. وهذا النوع من الحروب قد يكون أكثر فعالية في تحقيق الأهداف بدون الحاجة إلى استخدام القوة العسكرية المباشرة.

ويشير اللواء نبيل أبو النجا، الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى أن الحروب القادمة ستركز بشكل أساسي على الحروب الإعلامية، وهو ما يجعل التوعية والتحليل الإعلامي للأحداث أمرًا حيويًا للبقاء والصمود في وجه التحديات القادمة. وفي الحروب المستقبلية، يعتمد البشر على الأسلحة المدمرة بما في ذلك الأسلحة النووية التي تحمل تهديدًا بفناء العالم. ومع ذلك، يُظهر التطور في الاستراتيجيات الحربية أن السلاح الأساسي سيكون في المقام الأول في مجال الحرب الإعلامية، حيث يتم استخدام الإعلام للسيطرة على الرأي العام وتشويه الصورة ونشر الشائعات لزعزعة استقرار الدول وتحقيق أهدافها بدون الحاجة إلى القوة العسكرية المباشرة.

وأضاف أبو النجا أنه يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين ومتيقظين وأن يكونوا على علم بالتأثيرات السلبية للحروب الإعلامية وكيفية التصدي لها. وبالتالي، ينبغي للمجتمع الدولي أن يتحرك بشكل جاد لتعزيز وسائل الحماية والتوعية لمواجهة التحديات القادمة.

حروب الفضاء

وفيما يتعلق بإمكانية نقل حروب البشر إلى الفضاء والكواكب، أكد اللواء نبيل أن ذلك يتوقف  بشكل كبير على عدة عوامل، منها إذا تم تطوير تقنيات السفر الفضائي واستكشاف الكواكب بشكل متقدم، فقد يتم فتح المجال لاستعمار الفضاء واستيطان الكواكب الأخرى. وفي حال اكتشاف حياة على الكواكب الأخرى، قد يتسبب ذلك في حروب بين البشر وأي مخلوقات فضائية قد تكون متقدمة علينا تقنيًا أو عسكريًا. ويمكن أن يكون مصدر قلق للبشرية، خاصة إذا كانت المخلوقات الفضائية تمتلك تكنولوجيا قوية وتكون عدائية.

وأضاف أبو النجا أنه بالإضافة إلى ذلك، قد ينشأ تنافس بين الدول العظمى للوصول إلى الفضاء واستغلال موارده، مما قد يؤدي إلى حروب فضائية بين الدول. ويعتمد على تطور التكنولوجيا وقدرة البشر على استكشاف واستيطان الفضاء في المستقبل. وبشكل عام، يجب أن نكون حذرين ونستعد للتحديات المحتملة التي قد تواجهنا في المستقبل، سواء كانت في الفضاء أو على الأرض. وتحديد الاستراتيجيات الفعالة للتعامل مع هذه التحديات يتطلب تعاونًا دوليًا قويًا واستراتيجيات توعية شاملة. ويجب أن نفهم أن هذه التوقعات تعتمد على تقديرات واستنتاجات مستقبلية، وقد تختلف الأحداث الفعلية عن هذه التوقعات بناءً على الظروف والتطورات الفعلية في المستقبل.

أسباب حروب المستقبل

وتابع أبو النجا أن أبرز الأسباب لنشوب الحروب في المستقبل بين الدول تشمل حب السيطرة على الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمياه، والاختلافات الدينية التي قد تؤدي إلى التوترات والصراعات، كما يمكن أن تنشأ النزاعات بسبب النقص في الموارد المائية والمواد الخام التي تستخدم في صناعة الأسلحة. ويمكن أن تنشأ الصراعات بسبب عدم العدالة الاجتماعية والاقتصادية، حيث يشعر الأفراد بالظلم والتمييز وعدم توفر الحقوق الأساسية لهم، مما يؤدي إلى احتجاجات وتمردات قد تتطور إلى صراعات مسلحة. فضلا طبعا عن العوامل الطائفية أيضًا قد تسهم في نشوب الحروب، حيث يمكن أن تتصاعد التوترات بين الطوائف المختلفة داخل الدول، مما يؤدي إلى اندلاع صراعات عنيفة. ويمكن أن يكون الصراع بين الدول الكبرى على الهيمنة والنفوذ والموارد الاقتصادية والاستراتيجية أيضًا سببًا رئيسيًا لنشوب الحروب في المستقبل.

وتابع اللواء أبو النجا أنه في عصر الابتكار والتقدم التكنولوجي، تشهد العديد من المجالات تحولات جذرية، ومن بينها شكل الحروب وطبيعتها. ويرى الكثير من الخبراء أن المعارك المستقبلية لن تكون محصورة بين أطراف مسلحة فقط، بل ستمتد إلى المجال الإلكتروني والفضائي وحروب المعلومات. في هذا السياق، يأتي تأثير الأنشطة الذهنية واستخدام التكنولوجيا الحديثة على سلوكيات الشباب وتفكيرهم المنهجي، حيث قد تلعب البرمجيات والألعاب الإلكترونية  دوراً هاماً في تشكيل وجدانهم وتوجهاتهم المستقبلية.

حرب المياه

من جانبه، يقول فكري يوسف، الخبير والمحلل الاستراتيجي، إن شكل الحروب في المستقبل لن يعتمد بالكامل على الأسلحة التقليدية، بل سيكون مرتبطاً بالتكنولوجيا المتقدمة وحروب المعلومات من الجيل الخامس. وهذا التحول من المعارك التقليدية إلى المجال الإلكتروني،    وعلى الرغم من الحديث الشائع عن الأسلحة التقليدية المدمرة، إلا أن بعض الآراء تشير إلى أن أكثر الأسلحة المدمرة في المستقبل قد تكون تلك التي تستهدف العقل والتحكم في التفكير والانتماء. وهذا يشمل فقدان التواصل الاجتماعي الحقيقي والاعتماد الشديد على الأجهزة المحمولة في بيئة عائلية واحدة. ومن المتوقع جدا أن حروب البشر في المستقبل ستشمل الفضاء، حيث يتم استخدام التكنولوجيا الفضائية لأغراض عسكرية واستخباراتية. ومن المحتمل أن يزداد استخدام الأقمار الصناعية في التجسس وتتبع الأفراد في المستقبل، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة والمناطيد لأغراض مماثلة. وتتعدد أسباب حروب المستقبل لكنها لن تخرج عن دائرة المياه والصراعات الجيوسياسية على الحدود. تلك القضايا قد تشكل شرارة لتصاعد التوترات بين الدول ونشوب الصراعات

Scroll to Top