مصر ولادة دائما، ولن تتوقف عن العطاء، حيث تظل قادرة على منح العالم مواهب ربانية فذة، قادرة على إعادة تشكيل خرائط العلم الحديث، ولم يكن فوز الدكتور أحمد زويل، رحمه الله، بجائزة نوبل عام 1998 نهاية الطريق، وإنما هناك عقول مصرية واعدة يتردد أسماؤها في المحافل العلمية كمرشحين لنيل جائزة نوبل في مختلف فروع العلوم.. في السطور القادمة قررنا أن نقدم لكم 3 من أبرز النماذج الواعدة بالفعل.
شريف الصفتي: عقلية فذة تجاوزت حدود النانو
الكيميائي المصري البارز شريف الصفتي، والذي يُعد أحد ألمع العقول في مجال الكيمياء وعلوم المواد النانومترية، يُعرف بإسهاماته الرائدة التي أحدثت ثورة في علم المواد النانومترية بعد مسيرة حافلة بالإنجازات العلمية والابتكارات التي تجاوزت الحدود الأكاديمية لتسهم في حل واحدة من أكبر التحديات البيئية والصناعية في العالم، لذلك يعد الصفتي مثالا يُحتذى به في الإصرار والتفاني في سبيل العلم والمعرفة من تطويره لتقنيات للنجاة من الإشعاعات النووية إلى ترشيحه لجائزة نوبل من قبل المؤسسة الأكاديمية التي يعمل بها في اليابان، ويستمر الصفتي في إلهام جيل جديد من العلماء في مصر والعالم العربي.
وقد تلقى تعليمه في كلية العلوم بجامعة طنطا قبل أن يحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ساوثهامبتون في إنجلترا. وبعد تخرجه، انتقل للعمل في اليابان حيث يترأس حالياً المجموعة البحثية لعلوم المواد النانومترية بالمركز القومي لبحوث المواد الياباني، وهو أيضاً أستاذ بجامعة “واسيد” وله أكثر من20 براءة اختراع، وقد حصل على أكثر من 15 جائزة علمية دولية.
أحد أبرز إنجازاته هو اكتشافه العلمي الذي ساهم في التخلص من الإشعاع النووي في مدينة فوكوشيما بعد كارثة التسرب الإشعاعي من المفاعل وهو الإنجاز الذي أهله لترشيح اليابان له لنيل جائزة نوبل في الكيمياء.
وأهم إنجازاته العلمية تشمل، ترأسه للمجموعة البحثية لعلوم النانومترية بالمركز القومي لبحوث المواد الياباني، وأستاذية في جامعة واسيدا اليابانية وهي من الجامعات المرموقة في اليابان بالإضافة إلى حصوله على أكثر من 15 جائزة علمية دولية، كما يمتلك 20 براءة اختراع وهو ما يعكس مساهماته الكبيرة في مجال الابتكار والتطوير، وأيضاً نشره للعديد من الكتب والأبحاث العلمية في الدوريات العالمية الخاصة بالمواد النانومترية.
محمد ثروت.. مكتشف زمن “الأُتوثانية” الأسرع ألف مرة من الفمتو ثانية
محمد ثروت عالم مصري بارز في مجال الكيمياء والفيزياء، يُعرف بإسهامات الرائدة في فيزياء الأتوثانية ولد في 30 مارس 1983 في محافظة الفيوم بمصر، وتلقى تعليمه الأساسي هناك قبل ان يتوجه لدراسة الكيمياء في جامعة القاهرة، فرع الفيوم. وبعد حصوله على البكالوريوس واصل محمد ثروت رحلته العلمية ليحصل على الماجستير من جامعة القاهرة ثم الدكتوراه من معهد ماكس بلانك للبصريات الكمية في ميونخ في ألمانيا.
وخلال مسيرته عمل مع علماء مرموقين، وحصل على تكريمات عديده منها زمالة معهد ماكس بلانك، وجائزة مؤسسة جوردن، وبيتي مور.
وتركز أبحاثه على التصوير والتحكم في حركة الإلكترونات في المادة، وقد أسهم في تطوير تقنيات متقدمة لتصوير الإلكترونيات باستخدام المجهر الإلكتروني، وإنجازاته في هذا المجال لا تقدر بثمن، وتعد خطوة كبيرة نحو فهم أعمق للعمليات الأساسية التي تحدث داخل الذرات والجزيئات.
وقد تمكن ثروت من تطوير جهاز ليزر ينتج نبضات ضوئية تتحكم في المواد العازلة، مثل الزجاج ويجعلها موصلة للكهرباء.
وبات محمد ثروت على مقربة من الانتهاء من مشروع بحثي يسعى إلى تطوير كاميرا للميكروسكوب ليصبح أسرع 1000 مرة من ذي قبل، لترصد حركة الجزيئات داخل المواد المختلفة في زمن الأُتوثانية، وهو مقياس زمني أسرع ألف مرة من الفمتو ثانية.
ويعتبر ما توصل إليه ثروت سيزيد من سرعة الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الهواتف المحمولة 100 مليون مرة، ما سيحدث طفرة في نقل المعلومات والاتصال بين أماكن بعيدة، وقد نتمكن من الاتصال السريع بين الأرض والمراكب الفضائية على بعد مئات الآلاف من الأميال بسرعة كبيرة، ما يسهم في نقلة غير مسبوقة للمستقبل.
وقد تلقى ترشيحًا لجائزة نوبل بعد عمله مع الدكتور أحمد زويل في جامعة كالتك، كما أشرف عليه في مرحلة الدكتوراه الدكتور فيرينس كراوس الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء.
وفي الختام نستطيع ان نري بوضوح الأثر العميق الذي تركه الدكتور محمد ثروت في مجال العلوم البصرية والفيزياء إنجازاته البحثية لا تقاس فقط بالجوائز والمناصب العلمية التي حصل عليها، بل بالمساهمة الحقيقة في توسيع آفاق المعرفة الإنسانية، حيث أصبح ثروت مثالاً يحتذى به للعلماء الشباب في مصر والعالم العربي.
الدكتور مخلوف محمود.. رائد علاج السرطان بالأكسجين المذاب
الدكتور مخلوف محمود مخلوف خريج كلية العلوم جامعة الإسكندرية والأستاذ بمركز علوم الأزهر حاليًا.. هو واحد من أبرز علماء مصر المرشحين فعليا لجائزة نوبل في الكيمياء، حصل على الدكتوراه من جامعة “ويست بروك” الأمريكية عام 2014 في كيمياء الخلايا السرطانية وعلاج السرطان بالأكسجين المذاب في الماء وتم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للكيمياء عن أبحاثه في هذا المجال.
وتم تكريمه ضمن أفضل 100 شخصية مؤثرة على مستوى الوطن العربي، كما تم منحه درع الأوسكار في مجمل أبحاثه وإنجازاته العلمية والاستراتيجية الهامة وأهمها بحثه واختراعه لعلاج السرطان بالأكسجين المذاب في الماء، والذى تم تسجيله ونشره في المركز الدولي لحماية حقوق الملكية الفكرية “الويبو” بجنيف بسويسرا، وفي المكتب الأوروبى للاختراعات، وفي الجورنال الدولي لأبحاث العلوم الطبيعية. ويذكر أن الباحث الكيميائي العالمي د. مخلوف كان المصري والعربي الوحيد فى الشرق الأوسط الذى تم قبول بحثه للعرض والمناقشة مع علماء العالم الكبار فى مؤتمر الأبحاث العلمية المتقدمة في علاج السرطان فى معهد السرطان القومى بنيويورك بأمريكا فى شهر أكتوبر عام 2021، وأيضا كان المصرى والعربى الوحيد الذى تم ترشيحه للحصول على جائزه أبطال الكيمياء فى العالم لعام 2022.
ويرجع ترشيح الدكتور مخلوف لاختراعه دواء يعالج السرطان بنسبة شفاء تصل إلى 60% وذلك بعد أن توفيت شقيقته بالمرض منذ سنوات فعكف في معمله ما يقرب من 18 سنة حتى تمكن من اكتشاف العلاج وعن طريق تجربته على فئران التجارب ومتطوعين من مرضى السرطان ثبتت فاعلية العلاج.
وقال الدكتور لورينس أندهورن أستاذ الأورام الأمريكي إن جامعة أنديانا الأمريكية وجهت الدعوة للدكتور مخلوف للانضمام إلى مجموعة من الباحثين الموهوبين اللامعين من مختلف دول العالم لما له من تجارب وأبحاث علمية فريدة للقضاء تمامًا على هذا المرض.