أجرى فريق عمل تليسكوب استبياناً بتقنية “جوجل درايف” لمعرفة مدى وعي الجمهور بالمتغيرات العلمية الجديدة ومدى اهتمامهم بمتابعة أخبار العلوم والتكنولوجيا، واشتمل الاستبيان على 100 مفردة من [شباب – فتيات] سألناهم عن مدى حرصهم على متابعة أخبار العلوم، وأكثر المجالات التي يتابعونها، والمصادر الذين يعتمدون عليها في متابعة هذه الأخبار، بالإضافة إلى معرفة وجهة نظرهم في أسباب غياب الثقافة العلمية في مصر، وهل لديهم أي توقعات أو معرفة بشأن مستقبل العالم أو العلوم.
وخرج الاستبيان بما يلي –
في استطلاع الرأي لسؤال عن مدى اهتمام الأفراد بالأخبار العلمية أظهرت النتائج تنوعاً في مستويات المتابعة بين المشاركين. حيث وجد أن 44% من المشاركين يتابعون الأخبار العلمية بشكل غير منتظم، بينما يتابع 34% منهم هذه الأخبار بشكل مكثف ويعتبرونها جزءاً هاماً من تفضيلاتهم الإعلامية ومن ناحية أخرى، يتابع 20% من المشاركين الأخبار العلمية بشكل عرضي وبمحض الصدفة. وفي المقابل، هناك 2% فقط من المشاركين الذين لا يولون اهتمامًا لهذا النوع من الأخبار على الإطلاق.
كما أظهر استطلاع الرأي اهتماماً متزايداً بين الجمهور نحو متابعة الأخبار التكنولوجية وفقًا للنتائج، فإن 49% من المشاركين يولون اهتماماً خاصاً لأخبار تكنولوجيا الهواتف، مما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه الأجهزة المحمولة في حياتنا اليومية، بالإضافة إلى ذلك، يتابع 39% من المشاركين بشغف تطورات الذكاء الاصطناعي، وهو مجال يتوقع له أن يحدث ثورة في العديد من جوانب الحياة، ويظهر 35% من العينة اهتماماً بأخبار علوم الحياة، مما يشير إلى وعي متنامي بأهمية البحث العلمي وتطبيقاته.
من جهة أخرى عبر 21% من المشاركين عن متابعتهم لأخبار البيئة والمناخ، وهو ما يعكس القلق المتزايد حول قضايا التغير المناخي والاستدامة، وبنفس النسبة، يتابع 21% أخبار الطب، مما يدل على اهتمام مستمر بالتطورات الصحية والطبية، ولا يزال الفضاء يحتفظ بجاذبيته الخاصة لدى 17% من المشاركين الذين يتابعون أخباره، وعلى الرغم من التنوع الكبير في المجالات، هناك 1% فقط لا يتابعون هذه الأخبار، ونفس النسبة تتابع أخبار محركات البحث، مما يظهر التفاوت في الاهتمامات والأولويات بين الأفراد، كما تقدم هذه النتائج رؤية شاملة حول كيفية تفاعل الجمهور مع التطورات التكنولوجية.
وكشف استطلاع الرأي عن مصدر متابعة الجمهور للأخبار العلمية عبر منصات متعددة ووفقاً للنتائج، يستخدم 59% من المشاركين تطبيق الفيس بوك كمصدر رئيسي لمتابعة الأخبار العلمية، في حين يفضل 51% من المشاركين تطبيق اليوتيوب، ومن جهة أخرى، يتابع 35% من المشاركين الأخبار العلمية عبر مواقع صحفية عربية، ويعتمد 31% على محطات تلفزيونية للحصول على المعلومات. ومع ذلك، لا تزال الصحف والمجلات المطبوعة تحتفظ بجمهورها المخلص، حيث يتابع 9% من المشاركين الأخبار العلمية من خلالها، وجاءت أغلب الردود أن الكثير من القراء يحرصون على شراء ومتابعة مجلة العلم الصادرة عن دار التحرير، وترجع محدودية النسبة إلى عدم وجود بدائل صحفية أخرى، وعلى الرغم من الانتشار الواسع للشبكات الاجتماعية، يستخدم 1% فقط تطبيق تويتر، ونفس النسبة تتابع عبر جوجل وتطبيق التيك توك، وأخيرًا يلجأ 2% من المشاركين إلى مصادر أخرى لمتابعة الأخبار العلمية.
وفي سؤال لاستكشاف العوامل التي تؤثر على الثقافة العلمية في مصر، كشفت النتائج عن تنوع في الآراء يعكس التحديات المتعددة التي تواجه نشر العلم. ووفقاً للمشاركين، فإن 65% يعتقدون أن شيوع ثقافة الترفيه على السوشيال ميديا يطغى على المحتوى العلمي، بينما يرى 36% أن السبب يعود إلى عدم وجود صحافة علمية متخصصة.
ويعتبر 29% أن السبب هو إهمال الإعلام للمحتوى العلمي، ويشير 28% إلى صعوبة الثقافة العلمية، وعدم تبسيطها للجمهور العام بالإضافة إلى ذلك، يرى 1% أن انشغال الناس بالحياة اليومية يحول دون اهتمامهم بالعلم، ويعتقد 1% آخر أن السبب يكمن في انعدام الوعي المجتمعي، وأخيراً يشير 4% إلى أسباب أخرى قد تسهم في هذه المشكلة. وتعد هذه النتائج بمثابة نقطة انطلاق للتحليل العميق للعوامل المؤثرة على الثقافة العلمية في مصر، وتوفر أساسًا لتطوير استراتيجيات فعالة لتعزيز الوعي العلمي في المجتمع.
في سؤال طرح لاستكشاف توقعات الناس حول مستقبل الحياة في عام 2050، تباينت الآراء بين التفاؤل والقلق. ووفقاً للنتائج، يعتقد 55% من المشاركين أننا سنكتشف علاجات نهائية للأمراض المستعصية، مما يعكس الأمل في تقدم الطب والعلوم الحياتية. في المقابل، يرى٤٨% أن الكوارث المناخية ستزداد، مما يشير إلى القلق المتزايد حول التغيرات البيئية، كما يتوقع ٣٥% أن وسائل النقل ستشهد تغيرات جذرية، بينما ينظر٣٤% إلى المستقبل بعين الحذر، متوقعين أن الروبوتات قد تشكل تهديدًا للبشرية. ويذهب ١٧% إلى أبعد من ذلك، معتقدين أن عام 2050 قد يكون نهاية العالم. وفي الوقت نفسه، يحلم ٨% بإمكانية انتقال البشر للعيش على كواكب أخرى، ويتخيل ٥% ظهور كائنات فضائية. وبشكل مثير للدهشة، يعتقد ١% أن جميع هذه السيناريوهات قد تحدث. وتعد هذه النتائج مؤشرًا على التنوع الكبير في تصورات الناس للمستقبل.
وكشفت النتائج عن توزيع ملحوظ للمؤهلات الدراسية للمشاركين في الاستبيان، حيث أظهرت البيانات أن النسبة الأكبر من المشاركين، والتي تصل إلى 81%، يحملون مؤهل جامعي، في حين أن نسبة أولئك الذين لديهم تعليم فوق جامعي قد بلغت 5%فقط، مما يعكس تركيزاً أقل على الدراسات العليا ضمن العينة، أما بالنسبة للمشاركين ذوي التعليم المتوسط، فقد شكلوا 41% من العينة. هذه الأرقام تعطينا فهماً أعمق للخلفية التعليمية للمشاركين.
كما أظهرت النتائج توزيعاً عمرياً متبايناً ومثيراً للاهتمام، حيت أشارت البيانات إلى أن الغالبية العظمى من المشاركين في الاستبيان تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، حيث بلغت نسبتهم 78%، في حين أن الفئة العمرية التالية من 30 إلى 40 سنة قد شكلت 70%، أما الفئات الأكبر سناً، فقد كانت ممثلة بشكل أقل، حيث سجلت الفئة من 40 إلى 50 سنة نسبة 8%، والفئة من 50 إلى 60 سنة نسبة 7%. هذه الأرقام تعطينا لمحة عن الديناميكيات العمرية للمشاركين.
كما كشفت النتائج عن مشاركة ملحوظة ومتقاربة بين الجنسيين، حيث أظهرت النتائج أن 56% من المشاركين كانوا من الإناث، بينما شكل الذكور 44% من إجمالي العينة.