في عام 2004, وبين جدران غرفة نومه في جامعة هارفارد، بدأ مارك زوكربيرغ مشروعاً صغيراً يحمل اسم فيسبوك. كان يهدف إلى ربط طلاب الجامعة ببعضهم البعض، ولكنه لم يكن يعلم أنه كان يبني إمبراطورية عالمية. وبعد أشهر قليلة، انطلق فيسبوك ليصبح موقعاً عالمياً للتواصل الاجتماعي، وأصبح مارك أصغر ملياردير في العالم في سن الـ23 وسيظل مارك رمزاً للابتكار والريادة في عالم التكنولوجيا ولكن هل سيستمر زوكربيرج في مواصلة حماسه نحو التطورات الجديدة في مجالات الميتافيرس والذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة؟ أم أنه سيترك هذا المجال ويتفرغ لتربية أبنائه؟
المستقبل مليء بالمفاجأت والتحديات ولكن يمكن الاستناد إلى بعض الأدلة والمؤشرات للتخمين عن خططه وأهدافه، فهناك 4 سيناريوهات محتملة لهذه الخطط وهي :
السيناريو الأول: مارك زوكربيرج أغنى الأشخاص في العالم
في هذا السيناريو يتوقع أن تزيد ثروة زوكربيرغ إذا استمرت شركته في الابتكار والتوسع في مجالات مثل: الواقع الافتراضي والميتافيرس والذكاء الاصطناعي، حيث إن زوكربيرج هو أكثر المليارديرات حظاً في 2024 بعد أن نمت ثروته بنحو 44 مليار دولار منذ بداية هذا العام، كما أن هناك طلب متزايد على خدمات شركته في ظل التحول الرقمي وفقاً لتقرير بلومبرج، بالإضافة إلى تحقيق شركته إيرادات بقيمة 40.11 مليار دولار في الربع الأخير من هذا العام، وذلك بعد ترويجه للعالم الافتراضي الذي يسعي لتحقيقه، فمن المتوقع أن يصبح زوكربيرج أغنى رجل في العالم.
السيناريو الثاني: مارك زوكربيرج أفقر رجل في العالم
في هذا السيناريو يتوقع أن تنخفض ثروة زوكربيرج بنسبة كبيرة، وجاء ذلك التوقع بناء على عدة قرارات اتخذها مارك في الفترة الأخيرة، وهي تسريح عدد كبير من موظفي الشركة وصل عددهم إلى 11000 موظف بما يمثل 15% من قوتها العاملة، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الشركة عن تسريح موظفيها. كما قامت الشركة بإغلاق نحو 5000 وظيفة مفتوحة، بالإضافة إلى سحب فوائد الصحة والنقل لخفض التكاليف، وأخبرت مصادر بلومبرج أن زوكربيرج طلب من بعض المدربين والمديرين الاستقالة أو الانتقال إلى أدوار مختلفة لتسوية هيكلها التنظيمي، ونتيجة لهذه الموجة من التقلبات من المتوقع أن يصبح زوكربيرج أفقر رجل في العالم.
السيناريو الثالث مارك زوكربيرج خارج عالم التكنولوجيا
هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحاً وفيه يتوقع أن يترك مارك عالم التكنولوجيا ويتفرغ لتربية أبناءه وجاء هذا التوقع بناء على ما يقوم به زوكربيرج في هذه الفترة، فإنه قام بشراء قطعة من الأرض في جزيرة هاواي الأمريكية بتكلفة 170 مليون دولار ويقوم الآن ببناء حصن عليها سيكون وسط المحيط الهاديء، وذكرت بعض المصادر الأمريكية أن أقرب يابسة لهذا الحصن ستكون على بعد 4000 كيلو متر، وأفادت صحيفة نيويورك بوست بأن الحصن يتكون من 10 مبانٍ وقصرين مركزيين سيتم ربطهما بواسطة نفق يؤدي إلى مأوى تحت الأرض مساحته 5000 قدم مربع، وسيضم الحصن ما لا يقل عن 30 غرفة و30 حماماً بالإضافة إلى نقاط من بيوت الضيافة ومجموعة من 11 بيتاً شجرياً متصلة ببعضها بواسطة جسور حبال، كما ذكر أن المبني سيكون مكتفيًا ذاتياً من الماء، وسيكون هناك مزرعة محصنة تحتوي على ماشية وأماكن لزراعة النباتات ولإنتاج الغذاء.
وقد أنفق زوكربيرج 100 مليون دولار بما يعادل 0.22 % من ثروته على هذا المشروع الذي يعتبره هو وزوجته وأطفاله منزلاً للعائلة حسبما قال متحدث باسم زوكربيرغ لموقع Wired الأمريكي، لذلك من المتوقع أن مارك يجهز نفسه للخروج من عالم التكنولوجيا والاكتفاء بالعائلة.
السيناريو الرابع: الحقيقة الراسخة
السيناريو الأخير وهو الموت، فالموت هو الحقيقة الأولى والأخيرة ومصير كل إنسان في هذه الحياة مهما امتد العمر ومهما ظل الإنسان أنه سيعمر.