الهجوم السيبراني هو محاولة ضارة ومتعمدة من جانب فرد أو مؤسسة ما لاختراق نظام المعلومات لدى فرد أو مؤسسة أخرى. عادةً ما يبحث المهاجم عن شيء من المنفعة وراء تعطيل شبكة الضحية. وترتفع نسبة الجرائم السيبرانية في كل عام بالتزامن مع محاولة الأشخاص لاستغلال الثغرات الأمنية لأنظمة الأعمال. غالبًا ما يبحث المهاجمون عن فدية، ويمكن أيضًا شن التهديدات السيبرانية بدوافع خفية. ويهدف بعض المهاجمين إلى محو الأنظمة والبيانات كشكل من أشكال “القرصنة”.. وحتى الان لايزال القراصنة يهاجمون الأجهزة لكنهم في المستقبل سيهاجون عقول البشر.. التحقيق التالي يكشف عن زوايا مخيفة لقرصنة الدماغ في المستقبل، وإليكم التفاصيل..
في البداية، يكشف وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، والمعروف بـ(صائد الهاكرز) ونائب رئيس لجنة التحول الرقمى والأمن السيبرانى بالمجلس الأعلى للثقافة، عن أخطر الهجمات السيبرانية، وهي الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للدولة والشبكات التي تقدم خدمات رسمية فضلا عن البنوك أو المصارف أو الأجهزة الحيوية أو شبكات الكهرباء أو ما شابه، فهذه من أبرز الأنظمة المستهدفة من الهجمات السيبرانية الخطيرة التي من الممكن ان تؤدي إلى مشاكل غير متوقعة، وقد لا يستطيع أحد أن يتصورها لأن تعتمد على ضرب شبكة كاملة تقدم خدمات للبنية التحتية للدولة.
ويضيف حجاج أن الهجمات السيبرانية قد تستهدف أفراد بغرض النصب والاحتيال وطلب فدية، وقد تستهدف جهات ومؤسسات وفي هذه الحالة يقوم بها عصابات ومجموعات منظمة وجهات عالمية وربما دول أيضا يكون هدفها استهداف دولة أخرى، وهناك نوع من الهاكارز يُطلق عليه (Goverment state hackers) وهؤلاء هم مخترقون أو قراصنة تابعون للحكومات، ويكون هدفهم الرئيسي دعم تيار ديني معين أو سياسي أو تنفيذ أجندات خاصة، وهناك هجمات ينفذها هاكرز بغرض الابتزاز واستغلال الأشخاص بأي شكل، وبعض الهجمات تستهدف شخصيات سياسية معينة أو شخصيات ذات كفاح نضالي ومعارض في بعض الدول. وقد يكون الهدف جمع المال ليس أكثر، مثل اختراق وسرقة صفحات وحسابات معينة على السوشيال ميديا، وهو ما يسمى بالابتزاز الإلكتروني، وقد يكون الابتزاز موجها ضد الدولة نفسها من خلال التهديد بنشر معلومات حساسة جدا أو مضللة تضر بالأمن القومي.
ويؤكد حجاج أنه من المتوقع أن تزداد هذه الهجمات شراسة في المستقبل، خاصة مع تطور أنظمة الاختراق والأدوات التي يتبعها القراصنة، لكن المثير فعلًا عندما يتم دمج الذكاء الاصطناعي بالعقل البشري من خلال شرائح إيلون ماسك التي سيتم زرعها في المخ، وهناك تجارب بالفعل تم تنفيذها في هذا الإطار، وتؤمن نظرية إيلون ماسك بأن الإنسان في الوقت الحالي لا يستطيع أن يتماشى مع الذكاء الاصطناعي ونحن نريد من الذكاء الاصطناعي قدرته القوية ونريد من الإنسان المشاعر والأحاسيس، وبالتالي يتم دمج الحالتين معا في حالة حالة واحدة، أي أن يكون الإنسان نصف آلة، وهنا بطبيعة الحال سندخل عصر هجمات “البايوهاكينج” أو هجمات الاختراق البيولوجي، وتعني الهجمات السيبرانية التي ستهاجم أجزاء داخل الجسم مثل الشرائح الذكية التي سيتم زرعها في الدماغ.
وتابع حجاج أن الشرائح الدماغية ستكون متصلة بخدمة “إستار لينك” أو الإنترنت الفضائي، مما يعني أن العقل سيكون مرتبطا بشبكة معقدة من أقمار الاتصالات، كما ستكون هناك شريحة اسمها “سمارت جرايد” سيتم زرعها في المخ وستحتوي على كم هائل من المعلومات المخزنة والتي يمكن للمخ أن يسترجعها ويتعامل معها، وبالتالي لن تكون هناك أي حاجة للقراءة أو التعلم، لأن المعلومات سيتم نقلها مباشرة للمخ من خلال هذه الشرائح، لكن ذلك سيفتح مجالات واسعة للاختراق البيولوجي من خلال تشفير هذه الشريحة أو التلاعب بها، أو التأثير في الحالة المزاجية للأفراد، خاصة وأن كل حاسة داخل جسم الإنسان مرتبطة في الأساس بإشارات قادمة من المخ كالنبضات الكهربائية. وبالتالي في حالة التلاعب بهذه الشريحة فإنه سيحدث خلل كبير بالسيستم أو النظام، ومن هنا سيكون بالإمكان التأثير في القناعات والتلاعب بوعي الإنسان وأخلاقه واستعداده للخير والشر.
أما الدكتور محمد خليف، استشاري الابتكار والتحول الرقمي، فيقول إنه بالنسبة لأخطار الهجمات السيبرانية، فإنه مع تطور التحول الرقمي والوتير المتسارعة لكافة مناحي الحياة أصبح من السهل على قطاعات كثيرة جدا من أي دولة من الدول أن يتم اختراقها مثل البنية التحتية، كأنظمة الكهرباء والمياه والطرق وقواعد البيانات وخلافه، وبالتالي الهجمات السيبرانية تستهدف ضرب الدول من الداخل، وطبعًا في حالات الحروب يتم اختراق أجهزة أمنية من خلال جيوش إلكترونية مؤهلة لذلك.
وتابع أنه مع تطور الذكاء الاصطناعي أصبحت هناك أدوات سهلة للقيام بهجمات سيبرانية وبالتالي يجب أن تكون هناك احتياطات قوية لمواجهة التطورات الحديثة لهذه الهجمات، لكن على الجانب الآخر، هناك أيضا تطور في وسائل الحماية من هذه الهجمات من خلال الذكاء الاصطناعي أيضا، وفيما يخص مشروع إيلون ماسك، فمن المعروف أن يسعى منذ زمن لفهم كيفية عمل المخ، وكيف تعمل الخلايا العصبية، وكيف يفكر الإنسان، وعلى مدى سنوات طويلة كان يحاول من خلال شركاته المتخصصة في الأبحاث في ترجمة الإشارات العصبية والكهربية في مخ الإنسان، وبالتالي يستطيع أن يتعامل معها بشكل إلكتروني، وربط تلك الإشارات بالإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، فضلا عن معالجة بعض الإعاقات من خلال التكنولوجيا، فضلا عن ترجمة كل ما يدور في عقل الإنسان ونقله إلى الشاشة مباشرة في صورة نص أو صور، وطالما أنه تم ربط المخ بالعالم الرقمي فقد أصبح معرضا بالفعل لأي هجمات سيبرانية.