الذكاء الاصطناعي يكتب شهادة وفاة جوجل.. ثورة عارمة في محركات البحث

تحقيق: بسملة أحمد

المؤكد أننا مقبلون على ثورة في عالم محركات البحث، وأن جوجل ليس نهاية المطاف، في المستقبل، يُتوقع أن تشهد محركات البحث تطورات كبيرة تجعلها أكثر فعالية وذكاءً. بفضل التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وسيكون بإمكان هذه المحركات فهم المعاني والسياق بشكل أفضل، مما يتيح لها تقديم نتائج بحث دقيقة ومناسبة لاحتياجات المستخدمين. على سبيل المثال، يمكن أن تسمح التقنيات الجديدة بالبحث داخل محتوى الفيديوهات بناءً على النصوص المنطوقة فيها، وكذلك ترجمة المحتوى الصوتي تلقائياً بما يسهل فهمه بغض النظر عن اللغة التي يتم التحدث بها في المقطع. كما يمكن لهذه المحركات في المستقبل فهم المعاني والسياق الذي يتحدث فيه المستخدمون، مما يجعل تجربة البحث أكثر سلاسة وفعالية. تطورات مثل هذه قد تغير تماماً مفاهيم محركات البحث التقليدية وتجعلها أدوات أكثر تطوراً وفعالية في استرجاع المعلومات وتلبية احتياجات المستخدمين.

أزمة المحركات التقليدية

في البداية، يقول حسام صالح، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن مشكلات محركات البحث التقليدية، تتمثل في أن المستخدمين يواجهون العديد من المشكلات عند استخدامهم محركات البحث التقليدية مثل جوجل، ياهو، وبنج، ونذكر منها:

١. صعوبة صياغة الاستفسارات:

  • لا يجيد جميع المستخدمين صياغة استفسارات دقيقة تعكس احتياجاتهم بشكل فعّال.
  • قد تؤدي الصياغة الخاطئة إلى نتائج غير مرغوبة أو غير مرتبطة بالموضوع.
  1. كثرة النتائج:
  • تقدم محركات البحث التقليدية كمية هائلة من النتائج عند البحث عن موضوع معين.
  • قد يصعب على المستخدمين تصفح جميع النتائج واختيار الصفحات ذات الصلة.
  1. عدم دقة الترتيب:
  • تعتمد خوارزميات ترتيب النتائج في محركات البحث على معايير قد لا تُفضي إلى أفضل النتائج للمستخدم.
  • قد تظهر صفحات غير موثوقة أو ذات محتوى رديء في المراتب الأولى.
  1. عدم فهم اللغة الطبيعية:
  • لا تفهم محركات البحث التقليدية المعنى الكامل للسياق واللغة الطبيعية في الاستفسارات.
  • قد يؤدي ذلك إلى نتائج غير دقيقة أو غير مرتبطة بالمعنى المقصود.
  1. نقص المعلومات الشخصية:
  • لا تُقدم محركات البحث التقليدية نتائج مُخصصة تُراعي احتياجات واهتمامات كل مستخدم.
  • قد تُظهر نتائج عامة لا تُلبي احتياجات البحث الفردية.
  1. عدم دقة النتائج:

من خلال الاعتماد على الكلمات المفتاحية: تعتمد محركات البحث التقليدية على مطابقة الكلمات المفتاحية في الصفحات مع الاستفسار، قد يؤدي ذلك إلى ظهور نتائج غير مرتبطة بالمعنى المقصود.

  1. عدم فهم السياق:

 لا تفهم محركات البحث التقليدية السياق الكامل للاستفسار، قد يؤدي ذلك إلى نتائج غير دقيقة لا تُلبي احتياجات المستخدم.

  1. 8. التلاعب بالنتائج:

 قد يلجأ بعض أصحاب المواقع إلى تقنيات مُضللة لتحسين ترتيب صفحاتهم في نتائج البحث، قد يؤدي ذلك إلى ظهور صفحات غير موثوقة في المراتب الأولى.

  1. نقص الابتكار:
  • تواجه محركات البحث التقليدية صعوبة في مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة.
  • قد يؤدي ذلك إلى نتائج غير مُحدثة أو غير مُبتكرة، مما يُؤثر على دقة النتائج.
  1. نقص الشفافية:
  • لا تُفصح محركات البحث التقليدية عن جميع معايير ترتيب النتائج.
  • قد يؤدي ذلك إلى صعوبة فهم سبب ظهور بعض الصفحات في المراتب الأولى، مما يُؤثر على ثقة المستخدمين في نتائج البحث.
  1. نقص المعلومات المُتخصصة:
  • قد تواجه محركات البحث التقليدية صعوبة في إيجاد المعلومات المُتخصصة في بعض المجالات.
  • قد يؤدي ذلك إلى نتائج غير دقيقة أو غير مُتخصصة، مما يُؤثر على دقة نتائج البحث.
  1. الضوضاء في البيانات:
  • قد تؤدي البيانات غير المُنظمة أو المُتشابهة إلى نتائج غير دقيقة.

توقعات مذهلة

ولذلك، فإن محركات البحث التقليدية ليست مثالية ولن تُقدم دائمًا نتائج دقيقة تمامًا. وأكد حسام أنه من المُتوقع أن تشهد محركات البحث في المستقبل العديد من التطورات التي ستُغيّر شكلها وطريقة عملها بشكل كبير.

وهناك بعض التوقعات حول شكل محركات البحث في المستقبل:

  1. الاعتماد على الذكاء الاصطناعي: ستُصبح محركات البحث أكثر ذكاءً من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية، سيساعد ذلك على فهم احتياجات المستخدمين بشكل أفضل وتقديم نتائج أكثر دقة و تناسب احتياجاتهم.
  2. تركيز أكبر على السياق: تطوير خوارزميات يمكنها فهم السياق وراء الاستفسارات، سيساعد ذلك على تقديم نتائج أكثر صلة بالموضوع المقصود، حتى لو لم تكن الكلمات المفتاحية مطابقة تمامًا.
  3. نتائج مُخصصة: ستُصبح محركات البحث أفضل في تخصيص النتائج لكل مستخدم بناءً على احتياجاته واهتماماته، سيساعد ذلك على تقديم تجربة بحث أكثر فاعلية و مُرضية.
  4. التكامل مع الخدمات الأخرى: ستُصبح محركات البحث أكثر تكاملاً مع الخدمات الأخرى مثل الخرائط ووسائل التواصل الاجتماعي، سيساعد ذلك على تقديم تجربة بحث أكثر سلاسة و مُتكاملة، لن تتعامل محركات البحث مع مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف المحمول باعتبارها جزر منعزلة.
  5. نتائج مُتفاعلة: ستُصبح محركات البحث أفضل في تقديم نتائج مُتفاعلة تتضمن صورًا ومقاطع فيديو ورسومًا بيانية، سيساعد ذلك على تقديم تجربة بحث أكثر تفاعلية و مُمتعة.
  6. تحسين تجربة البحث على الهاتف المحمول: ستُصبح محركات البحث أفضل في تحسين تجربة البحث على الهاتف المحمول، سيساعد ذلك على تقديم تجربة بحث أكثر سهولة و مُناسبة للمستخدمين تستخدم محركات البحث التحكم بالصوت للسماح للمستخدمين بالبحث عن المعلومات باستخدام صوتهم. ( يعمل حاليا لكن لم يصلّ للكفاءة المطلوبة)
  7. البحث عن طريق الصور: تستخدم محركات البحث تقنية التعرف على الصور للسماح للمستخدمين بالبحث عن المعلومات باستخدام الصور.
  8. البحث عن طريق الفيديو: تستخدم محركات البحث تقنية التعرف على الفيديو للسماح للمستخدمين بالبحث عن المعلومات باستخدام مقاطع الفيديو.
  9. البحث عن طريق المشاعر: قد تستخدم محركات البحث تقنية تحليل المشاعر للسماح للمستخدمين بالبحث عن المعلومات بناءً على مشاعرهم.
  10. البحث عن طريق الأفكار: قد تستخدم محركات البحث تقنية قراءة الأفكار للسماح للمستخدمين بالبحث عن المعلومات باستخدام أفكارهم.

دور شات جي بي تي

ويُمكن تلخيص مساهمات شات جي بي تي في تغيير مفاهيم محركات البحث في النقاط التالية:

  1. تحسين فهم احتياجات المستخدم:
  • تحليل سياق الاستفسار: يُمكن لشات جي بي تي فهم السياق وراء الاستفسار من خلال تحليل الكلمات المفتاحية، والعبارات المُستخدمة، والمشاعر الكامنة وراءه.
  • تحليل سلوك المستخدم: يُمكن لشات جي بي تي تحليل سلوك المستخدم على الإنترنت لتحديد اهتماماته، واحتياجاته، وميوله.
  • تقديم نتائج مُخصصة: يُمكن لشات جي بي تي تقديم نتائج مُخصصة لكل مستخدم بناءً على تحليل احتياجاته واهتماماته.
  1. إتاحة إمكانية الحوار مع المستخدم:
  • الإجابة على أسئلة المستخدم: يُمكن لشات جي بي تي الإجابة على أسئلة المستخدم بشكل مُباشر وواضح.
  • تقديم معلومات إضافية: يُمكن لشات جي بي تي تقديم معلومات إضافية للمستخدم بناءً على سياق الاستفسار.
  • تقديم توصيات: يُمكن لشات جي بي تي تقديم توصيات للمستخدم بناءً على اهتماماته واحتياجاته.
  1. تحسين إمكانية الوصول:
  • التعرف على النص: يُمكن لشات جي بي تي تحويل النص إلى صوت لجعل محركات البحث أكثر سهولة في الاستخدام للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
  • التحويل النصي إلى صوتي: يُمكن لشات جي بي تي تحويل الصوت إلى نص لجعل محركات البحث أكثر سهولة في الاستخدام للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.
  1. تحسين فهم اللغة العربية:
  • تحليل محتوى المواقع الإلكترونية العربية: يُمكن لشات جي بي تي تحليل محتوى المواقع الإلكترونية العربية لفهم اللغة العربية بشكل أفضل.
  • تحديد المعلومات المُهمة: يُمكن لشات جي بي تي تحديد المعلومات المُهمة من محتوى المواقع الإلكترونية العربية.
  • ترتيب المعلومات بشكل منطقي: يُمكن لشات جي بي تي ترتيب المعلومات المُهمة من محتوى المواقع الإلكترونية العربية بشكل منطقي وسهل الفهم.
  1. التركيز على المحتوى المُوثوق:
  • تحليل مصدر المعلومات: يُمكن لشات جي بي تي تحليل مصدر المعلومات لتحديد مصداقيته.
  • تحديد خبرة الكاتب: يُمكن لشات جي بي تي تحديد خبرة الكاتب في الموضوع الذي يكتب عنه.
  • تحديد مصداقية الموقع الإلكتروني: يُمكن لشات جي بي تي تحديد مصداقية الموقع الإلكتروني بناءً على محتواه وسمعته.

دقة النتائج

ومن جانبه، يرى الخبير التكنولوجي محمود فرج، أن هناك مشكلات تواجه المستخدمين أثناء استخدامهم لمحركات البحث التقليدية مثل جوجل منها: البحث العقيم: حيث يشعر المستخدمون بأن البحث التقليدي لا يسمح لهم بالوصول إلى النتائج المطلوبة بشكل فعال، حيث يتطلب منهم العديد من المحاولات والمجهود للعثور على المعلومات المناسبة. فضلا عن صعوبة التصفح: يواجه المستخدمون صعوبة في تصفح النتائج بحيث يتعين عليهم فتح العديد من الروابط للوصول إلى المعلومات المناسبة، مما يتطلب جهدًا إضافيًا ووقتًا.

ويوضح فرج أن استخدام محركات البحث التقليدية يمكن أن يكون متعبًا وغير فعال، مما يتطلب من المستخدمين جهدًا إضافيًا للوصول إلى المعلومات المرغوبة. كما أنها لا تقدم نتائج أكثر دقة للمستخدمين بسبب استخدامها لطرق تقليدية في عملية البحث. عند كتابة جملة معينة للبحث، وتقسم المحركات الجملة إلى كلمات وتبدأ في البحث عن كل كلمة بشكل منفصل، مما يؤدي إلى ظهور الكلمة في النتائج حتى لو كانت غير مرتبطة بالسياق الذي يبحث عنه المستخدم. هذا يجعل النتائج غير دقيقة ويزيد من احتمالية ظهور نتائج غير صحيحة أو غير مرتبطة بموضوع البحث. وبالتالي، يواجه المستخدم جهدًا كبيرًا في العثور على المعلومات المناسبة، وقد يجد نفسه محاطًا بعدد كبير جدًا من النتائج غير المرغوب فيها. هذا بالطبع يزيد من وقت البحث ويقلل من دقة النتائج المعروضة، مما يجعل تجربة البحث غير فعالة ومتعبة للمستخدمين.

ويتوقع الخبير محمود فرج أن يشهد المستقبل تطورًا معينًا في محركات البحث التقليدية، وقد شهدت هذه التطورات بعض التحسينات في الفترة الأخيرة، ومن المتوقع رؤية تطورات أكبر في المستقبل القريب بفضل دخول التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويشير إلى أن تطور التكنولوجيا يعتمد على تطور الأجهزة والهاردوير نفسه، مما يزيد من سرعة ظهور النتائج وقدرتها على تقديم نتائج أكثر دقة وتنظيمًا للمستخدمين.

ومن وجهة نظر الخبير محمود فرج، فإنه يمكن أن تختفي محركات البحث التقليدية مثل جوجل سيرش تدريجياً، حيث قد يتم استبدالها بمحركات بحث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة النتائج وسرعتها. بالفعل، بدأت بعض المحركات بتطبيق التقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير أدائها، وهذا يعكس توجهاً عاماً نحو الابتكار وتحسين تجربة المستخدم. على سبيل المثال، شهدنا تطورًا في جوجل بما في ذلك استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين نتائج البحث وتجربة المستخدم. وبناءً على هذا التطور، قد يكون لدينا محركات بحث جديدة تتفوق على الحالية في الدقة والسرعة، مما يجعل الاعتماد على المحركات التقليدية قابلًا للتقليل تدريجيًا.

 

وأشار الخبير التقني، د.محمود فرج، إلى كيفية تغيير شات جي بي تي (GPT) مفاهيم محركات البحث، حيث يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي. تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في شات جي بي تي تختلف عن المحركات التقليدية بما أنها لا تقتصر فقط على استخراج الكلمات من النص، بل تحاول فهم المعنى والسياق الذي تظهر فيه الكلمات. هذا يسمح لها بفهم الجملة بأكملها والبحث عن المفهوم الذي يراد الوصول إليه. على عكس المحركات التقليدية التي تبحث عن كلمات منفردة، تقوم شات جي بي تي بتحليل المعنى الكامل للجملة وتقديم النتائج وفقًا لذلك، مما يجعل البحث أكثر فعالية وسرعة.

وفي المستقبل، من الممكن أن توفر محركات البحث خدمات ومعلومات جديدة التي لا تتوافر في الوقت الحالي، بفضل تطور التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

Scroll to Top