مفهوم الموت والإحساس بفقد الأشخاص سيختلف تماما في المستقبل القريب، حيث سيخلق الواقع الافتراضي نماذج وتوائم رقمية لنا، ستعيش بعد موتنا وستتفاعل مع من تركناهم وكأننا لازلنا على قيد الحياة.. فهل سمعت من قبل عن هذه التقنية؟
التوائم الرقمية هي تقنية حديثة تسمح بإنشاء نسخ رقمية دقيقة لأي كائن حقيقي، سواء كان ذلك كائناً فنياً أو مادياً، مثل ماكينات الصناعة أو المباني أو الجسور أو الطائرات أو حتى الإنسان. ويتم ذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء.
وفي هذا الإطار، سوف يتغير شكل الموت في المستقبل مع تطور التكنولوجيا وظهور التوائم الرقمية بدلاً من النهاية التقليدية التي نفهمها اليوم، قد يكون هناك تحول نحو مفهوم موت رقمي يتضمن عناصر جديدة.
وقد يؤدي التقدم في التوائم الرقمية إلى إمكانية استمرار الوعي أو الوجود بشكل ما بعد الموت البيولوجي حيث يتم تخزين البيانات الخاصة بالشخصية وذكاء اصطناعي مماثل لشخصيته وتفاعل مع العالم الافتراضي والأشخاص الحقيقيين.
وقد يصبح الموت البيولوجي مجرد مرحلة انتقالية إلى حالة رقمية جديدة، حيث يتم إنشاء نسخ رقمية من الأفراد بناءً على البيانات التي تم تجميعها أثناء حياتهم، ويمكن لهذه النسخ الرقمية البقاء على قيد الحياة في عوالم افتراضية.
ولهذا قد يسمح التطور التكنولوجي بالوجود في عوالم متعددة أو تجارب متعددة بعد الموت، حيث يمكن للأفراد الانتقال بين العوالم الرقمية والواقعية.
ويتنبأ الخبراء بأن في عام 2050 سوف يكون لدينا توائم رقمية لتحسين صحتنا، ولعل مفهوم التوائم الرقمية ليس شائعًا، ولكنه سيكون إضافة كبيرة في عالم الطب والتعامل مع الجسم البشرى والأمراض المتعلقة به، وتعد فكرة التوائم الرقمية هي محاكاة لأجسام العالم الحقيقي التي يتم تغذيتها بالبيانات، ففي المستقبل قد يكون لدينا توائم رقمية لأجسامنا، ونماذج ثلاثية الأبعاد تتفاعل مع بياناتنا الصحية الحقيقية,
ففي 2050 قد “يعيش” الناس على شكل “توائم رقمية” افتراضية يمكنها تقديم النصائح لأقاربهم الباقين على قيد الحياة بناءً على حياتهم الحقيقية. حيث يقول الدكتور أجاز علي ، رئيس قسم الأعمال والحوسبة في جامعة “رافينسبورن”، إن الذين يموتون قد لا يموتون في المستقبل، لأنه سوف يوثق الذكاء الاصطناعي القوي كل مقومات الأشخاص باستخدام أدوات التقاط الحركة والتسجيلات، مما يحول الناس إلى توأم رقمي لأنفسهم يمكنهم من العيش بعد الموت، وذلك من خلال ربط الذكاء الاصطناعي بالتقنيات الرقمية وأدوات التقاط الحركة، وسيتم نقل وعينا ومعرفتنا وخبراتنا إلى التوائم الرقمية لدينا، وباستخدام الأدوات القائمة على البرمجة اللغوية العصبية والتي ستكون أكثر تقدمًا من ChatGPT، سيتمكن الأشخاص من التفاعل مع هذه التوائم الرقمية فى الوقت الفعلي والاستفادة من معارفهم وأفكارهم ويمكن لأحبائهم الاستمرار في التفاعل مع أقاربهم الذين ماتوا بالفعل ولكنهم موجودون في شكل توأم رقمي”.
ومن المتوقع أن التوائم الرقمية سوف تقوم بالحفاظ على الذكرى: حيث يمكن للموت الرقمي أن يسمح للأفراد بترك بصمة دائمة عبر الإنترنت، مما يسمح لأصدقائهم وعائلاتهم بالاحتفاظ بذكرياتهم وتفاعل مع بياناتهم ومحتواهم الرقمي بعد وفاتهم. والتحكم في الإرث الرقمي: حيث يمكن للأفراد التحكم فيما يحدث ببياناتهم وحساباتهم الرقمية بعد وفاتهم، مثل حذف الحسابات أو تعيين مديرين للحسابات لإدارتها بشكل مستمر.