في عالم يشهد تقدمًا متسارعاً في مجالات الطب والعلوم تبرز دراسات جديدة، تحمل تنبؤات مثيرة للدهشة حول مستقبل العمر البشري، تشير هذه الدراسات إلى إمكانية أن يتخطى الإنسان حاجز العمر المعتاد مع توقعات بأن يصل بعض الأفراد إلى عمر 130 سنة، هذا الاحتمال ليس مجرد خيال علمي بل هو نتيجة لتطورات علمية قائمة على بحوث واقعية ومعطيات دقيقة، وتستند هذه التوقعات إلى مجموعة من العوامل بما في ذلك التحسينات في مجال الرعاية الصحية وفهم أعمق لعمليات الشيخوخة وكيفية التأثير عليها.
وزعمت بعض الدراسات الحديثة، أن الإنسان بإمكانه العيش لأكثر من 130 عامًا، وهذا بحلول نهاية القرن الحالي، وإحدى هذه الدراسات منشورة في مجلة «Demographic Research»، والتي تشير إلى أن البشر على وشك العيش لأكثر من 130 عامًا.
وأوضح باحثون من جامعة واشنطن، أن طول العمر الشديد هذا سيستمر في الارتفاع ببطء بحلول نهاية هذا القرن. فتشير التقديرات إلى أن عمر 125 عامًا، أو حتى 130 عامًا، ممكن بلوغه، ولكنهم لم يذكروا ما إذا كان العيش في هذا العمر سيصبح أكثر شيوعًا أم لا، لأنه كان «خارج نطاقهم». وتابعوا: «شخصًا واحدًا على الأقل سيبلغ عمره 130 عام بحلول سنة 2100».
وصرح الباحث الرئيسي في الدراسة، مايكل بيرس: من خلال هذا العمل، نحدد مدى احتمالية اعتقادنا بأن بعض الأفراد سيصلون إلى عصور متطرفة مختلفة في هذا القرن.
واتخذ «بيرس»، مع أستاذ علم الاجتماع أدريان رافتري، نهجًا مختلفًا لقياس متوسط العمر. وباستخدام إحصائيات «بايزي»، قدر الباحثون أن الرقم القياسي العالمي البالغ 122 عامًا سيتم كسره بشكل شبه مؤكد، مع وجود احتمال كبير لوجود شخص واحد على الأقل في أي مكان يتراوح عمره ما بين 125: 132 عامًا بحلول نهاية القرن.
وفي الورقة البحثية التي نُشرت يوم الأربعاء في مجلة PLOS One، قدّر ديفيد مكارثي، أستاذ إدارة المخاطر في جامعة جورجيا، أنه على مدار العقود القليلة القادمة، قد نرى أشخاصا، وخاصة النساء، يتجاوزون عمر 122 عاما.
وفي اليابان، على سبيل المثال، تشير الحسابات الرياضية إلى أن النساء المولودات في عام 1940 قد يبلغن الحد الأقصى للسن ما بين 125 أو 130 عاما. وفي الولايات المتحدة، قد يصل الحد الأقصى للعمر إلى ما بين 120 و125 عاما، وهذا يعني أن الثمانيني من العمر اليوم يمكن أن يكون على قيد الحياة في عام 2065.
وأجرى باحثون من جامعة إتش إي سي مونتريال (HEC Montréal) في كندا دراسة إحصائية جديدة، نشرت قبل أيام في دورية “Annual Review of Statistics and Its Application”، قالوا فيها إن الحد الأقصى للعمر الذي يمكن أن يعيشه البشر بحلول عام 2100 قد يصل إلى 130 عاما.
وكشف الأستاذ المساعد بجامعة “إتش إي سي مونتريال”، وقائد فريق الدراسة، ليو بيلزيل، تفاصيل الدراسة التي عمل عليها رفقة زملائه، إذ يقول إن الدراسة عبارة عن تحليل إحصائي لبيانات أشخاص معمرين، لمعرفة ما إذا كان هناك حدود لأعمار البشر.
وأضاف أن الأبحاث تشير إلى أنه مع زيادة عدد المعمرين حول العالم، فمن المحتمل تحطيم الرقم القياسي الذي حققته المعمرة الفرنسية جين كالمنت (122 عامًا و164 يومًا) بحلول نهاية القرن، ومن المتوقع أن تصل أعمار البشر إلى 130 عاما.
وهذه الدراسات تعزز الفهم الحالي للعمر البشري وتسلط الضوء على الإمكانيات المستقبلية لطول العمر ومع ذلك يظل الوصول إلى هذا العمر المتقدم موضوعاً للبحث والتطوير المستمر في مجال الطب وعلم الشيخوخة.